إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

164 ـ بِلال بن رَباح (000 ـ 20 هـ) = (000 ـ 641 م)

بلال بن رباح الحبَشيّ، يُكنى أبا عبد الكريم، وقيل أبا عبد الله، وقيل أبا عمرو؛ من مُولدي مكة، وكان شديد السمرة، نحيف الجّسم، مفرط الطول له شعر كثيف. وهو مولى أبي بكرالصديق إشتراه ـ وهو مدفون بالحجارة يعذب تحتها ـ بخمس أواقي ذهباً، وقيل بسبع، وقيل بتسع، وأعتقه لله عز وجل، وهوخازِن رسول الله على بيت مالِه ومؤذنه، وأول من أذّن وهو في الإسلام، وكان مؤذِّن رسول الله. كان من السابقين إلى الإسلام، وممن عُذِّب في سبيل الله عز وجل فصبر علي العذاب، وكان يقول أَحد أَحد، فعذبه أبو جهل، كما كان أمية بن خلف يعذبه ويتابع عليه العذاب. فقدّر الله سبحانه وتعالى أن بلالاً قتله ببدر. وكان أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر الصديق، وعمّار، وأُمُّه سُميَّة وبلال، وصهيب، والمقداد. آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح وشهِد المَشاهِد كلها مع رسول الله. ولمّا توفي رسول الله أذَّن بلال آخر أذانٍ له، وخرج إلي الشام مجاهداً. ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه يقول له "ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما آن لك أن تزورنا"؟ فركب إلي المدينة فأتى قبر النبي وجعل يبكي عنده. فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما، ويضمهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذن في السحر، فَعَلى سطح المسجد، فلمّا قال الله أكبر الله أكبر ارتجت المدينة، فلما قال أشهد أنّ لا إله إلا الله، زادت رجتُها، فلما قال أشهد أن محمداً رسول الله خرج النساء من خدورّهن، فما رئي يوم أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم. توفي في دمشق، وهوابن ثلاث وستين سنة، وقيل ابن سبعين سنة. روى له البُخاري ومُسلِم 44 حديثاً.